11 مواقف !!

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلق الله محمّد بن عبد الله المبعوث رحمة للعالمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


فبحكم طبيعة تعليمي..عليّ التوجّه كل يوم أحد إلى مدرسة إعدادية في مدينة أم الفحم ، حتّى يتم تحضيري لامتهان مهنة المعلم بعد انهاء تعليمي.
عادة كل يوم أحد أدخل إلى ثلاثة صفوف..صف سابع وثامنين
السابع 5..الثامن 7 والثامن 9
الثامن 7 لم أحبَّه منذ أن دخلتُ إليه، منذ بداية الفصل الثاني من السنة الدراسية!!..وجدت أنه صف صعب هضمه!!
دائمًا هُناك مشاغبات من قِبل الطلاب وتشويش ممّا يؤدّي إلى أن تجد المعلمة صعوبة في تمرير المادّة للطلاب!!
لم أعرف لماذا لم أحبّه ، ولم احب الدخول إليه والمشاهدة فيه..
كان هُناك شعور يراودني بأنّ هذا ليس بصف..إنّما هو عبارة عن فوضى عارمة، وعاصفة هوجاء في صحراء قاحلة
وبركان يتهدّد بالثوران في أية لحظة، ودوّامة تلطم المراكب والسفن وتجرفها إليها!!
..
ولكن ما جعلني أغيّر نظرتي تجاه هؤلاء الطلاب، الذين حسبتهم ليسوا بطلاب أنّه يوم الأحد الموافق 20/3/2011
سمعْـتُ منهم كلامًا جعلني أرتاااح وأتنفّس الصعداء، وجعلني أطمئن أنّ ابناءنا ما زالوا إلى الآن بخير - والحمدلله -
لا أذكر ماذا حصل بالضبط، ولكن فجأة أثير موضوع المسجد الأقصى، فإذا بطالبة تتكلّم بحرقة مخاطبة المعلمة قائلة:" يجب على المدرسة أن تنظّم رحلاتٍ تعريفية إلى المسجد الأقصى..حتّى نتعرّف عليها"
فيردّ عليها زميلها قائلًأ:" نعم، معكِ حق..فعندما نقول المسجد الأقصى يظنّ النّاس أنّا نتحدّث عن قبّة الصخرة"

**وفعلًا هذه الظاهرة شائعة، فالناس يظنون أنّ قبّة الصخرة هي المسجد الأقصى.



عندما سمعتُ هذه الكلمات تخرج من ابنة وابن الثالثة عشر عامًا، كم سُعدت وكم فرحت
رُدّت الرّوح إلي، وارتاحت نفسي..فما زال هُناك من أبنائنا من يحمل همّ هذه الأمّة، وما زال منهم من يتذكّر المسجد الأقصى
ويهيم به..ويتمنّى زيارته، والتعرّف على معالمه، وما زال منهم من يدرك العار الذي لحقه في عدم معرفته لمعالم المسجد الأقصى

مسجدنا نحن المسلمين..!!

.....

إِنّي بَرِيَءٌ مّنكَ إِنّيَ أَخَافُ اللّهَ رَبّ الْعَالَمِينَ


ففي يوم الأحد الموافق لـــ 10/4/2011...نظّمت الكلية رحلة إلى منطقة الــ بانياس ..لطلّاب الشريعة ، وهُنا أقولها وكلّي خجل وحياء!!

أن تنظّم الكلية رحلة ترفيهية للطلاب..لاخراجهم من جو التعليم والامتحانات..لا بأس في ذلك
أن نجتمع مع زملائنا وزميلاتنا ونرفّه عن أنفسنا في هذه الرحلة..أيضًا لا بأس
ولكن أن يشغّل..طلاب الشريعة الاسلامية..الموسيقى والأغاني الهابطة في الحافلة...
وأن تتمايل طالبات الشريعة أمام زملائهن..
وأن يقف أستاذ الشريعة والحائز على درجة الدكتوراة في الشريعة، مع هؤلاء الطلاب..
وعندما نواجههم نحن طلاب الشريعة، ونقول "لا للأغاني الساقطة والهابطة" .."ونعم للأناشيد"..
يقف الأستاذ معارضًا إيّانا..ويقول يجب أن يكون هناك عدل في هذه المسألة ...
سنرضي الطرفين: فمرّة نشغّل الموسيقى ومرّة أخرى نشغّل الأناشيد..
هو البأس بعينه..بل هو ألف ألف ألف بأسٍ..!!

وأن يقف الأستاذ في صفهم، ويعطي الطالبات الشرعية في التمايل والرقص أمام زملائهن، لهو عارٌ وألف ألف عارٍ على الشريعة الإسلامية، وحاملي الشريعة الإسلامية..

بل وهو عار إلى يوم القيامة

فلو أنّ الشريعة تنطق، ولو أن الحجاب ينطق، ولو أن الجلباب ينطق، ولو أن الإسلام ينطق..لقالوا كلهم جملة واحدة، لقالوا:

"إِنّي بَرِيَءٌ مّنكَ إِنّيَ أَخَافُ اللّهَ رَبّ الْعَالَمِينَ"

لقالوا هذه الجملة وكلهم حسرة وأسى وحرقة..على ما آلوا إليه..!!

..

وكان لا بدّ من مقارنة ها هُنا..
كان لا بدّ لهذين الموقفين أن يستوقفاني..

فذاك ابن الثالثة عشر عامًا يفكّر في المسجد الأقصى وكيف أنه إلى الآن لا يعرف معالمه..ويتمنّى لو تنظّم المدرسة رحلة
إلى المسجد الأقصى ليتعرّف هو وزملاؤه على معالم المسجد الأقصى المبارك
..
وذاك ابن الثامنة عشر وابن العشرين..
لا يفكّر إلا في الرقص والغناء..وكيف يكون سعيدًا في هذه الرحلة التي كان ينتظرها بشوق
..
أن تتكلّم ابنة الثالثة عشر بحرقة لأنّها تتمنّى زيارة الأقصى والتعرّف عليه
وأن تتكلّم ابنة الثامنة عشر وابنة العشرين بحرقة..لأنّها تريد سماع الأغاني

وان لا يصعد ذاك وتلك إلى السفينة لأنّ الاساتذة قرّروا عدم تشغيل الأغاني إنما تشغيل أناشيد إسلامية، لأمر يبكي ويجعل القلب ينقبض حزنًا وأسىً على حالنا!!

.....

ألا إنّها لَلطّامّة الكبرى..إنّها مصيبة
ألا إننا  واللهِ في ضلالٍ مبين!!
وفي ظلماتٍ حالكات..!!

بالله عليكم، ألا يجعلنا هذا نبكيعلى حالنا؟ ألا يجعلنا  هذا نتفكّر في مآلنا؟ وإلى أين صرنا؟!
أليس هذا طعنة في صميم الإسلام والمسلمين؟ أليس هذا جرح نازف يأبى أن يلتئم، إلا بشفاء تلك العقول السقيمة
وبتداوي تلك القلوب العليلة؟!!

[ بلى والله، بلى.. ]

اللهمّ اهدِنا، وارحمنا واغفر لنا واعف عنا وعافنا، واعنّا على رفع كلمة الحق عاليًا..
اللهمّ كن معنا، اللهم نسألك الثبات والإخلاص، والتوفيق والسداد في الرأي والقول والعمل..

نحن في جهاد، نحن في حرب ضروس..فادعوا لنا بالثبات والانتصار
اللهم افرغ علينا صبرًا وثبّت أقدامنا وانصرنا على القومِ الظالمين..
أولئك الظالمين الذين ظلموا أنفسهم ويسعون إلى ظلمنا معهم
اللهم فإنا الحق يا الله فانصرنا..
آآمين

دعواتكم لنا في ظهرِ الغيب
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين والصلاة واتم التسليم على خاتم الأنبياء والمرسلين
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
محدّثتكم دعاء خالد غنايم تستودعكم الله الذي لا يضيع ودائعه..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

11 بصمات ذهبية..~:

هند سلامة يقول...

السلام عليكم .. سبحان ربي يبدو أن المشكلبات هي هي بجميع الوطن العربي فالمشكلة الاولى التي عرضتيها نعاني للأسف من مثلها وهو الخلط بين المسجد الاقصى وقبة الصخرة وقد قمنا في جامعتنا بحملة تعريفية بالفعل فكنا نري الطلاب صوراً ونطلب منهم أن يشيروا إلى المسجد الاقصى بها فكانوا يشيرون إلى قبة الصخرة .. وهذا من تأثير وسائل الإعلام للأسف .. أما مشكلة الأغاني فهذه نعاني منها بطريقة غير طبيعية فنحن نسمع الاغاني كثيراً جداً رغم أنوفنا ولكن ليس في الرحلات لأن رحلاتنا إسلامية .. ولكن بوسائل المواصلات والجامعة والطرقات .. تدوينة رائعة سلمت يمينكِ

حبيب الرسول يقول...

أثلجتم صدري بكلماتكم هذي...!
فأن تنطقي بتلك الجوهرات لهُوَ دليل أنَّ الأُمَّة بخير
" ذلك فضلُ اللهِ يُؤتيه من يشاء "

أخبرني صديق مقرَّب.. أنه تقدَّم لدراسة العلوم الشرعية في القاسمية
فيوم أن كان عليه مقابلة... حضر المقابلة فوجد في الغرفة فتاتان غير محجبتان..! فهنا بدأت التساؤُلااات

فسأل " الدّكتور " فأجابه.. نحن نُخرِّج مُدرسّي " دين " وما منخرّج شيووخ
لو بدك تصير شيخ.. عندك كلية أم الفحم..!

فأجابه الشاب بثقة .. " سلامٌ عليك.. سأستغفرُ لك ربِّي "

بوركتِ أُختي
والسلام

Unknown يقول...

السلام عليكم ورحمة الله

سأعقب على مقالك هذا بكلمة واحدة وهي:" عادي!!!"

نعم عاديٌّ جدًا، هذا ما أصبح الحال الآن..
عادي..
نرى هذه المظاهر كلّ يوم، وفي كلّ يوم تُفتح أفواهنا دهشةُ وعجبًا..

لا عليكِ، فقط تحسري على نفسكِ، لأنكِ تُجبرين كلّ يومٍ على رأيتِ هذه المظاهر..!!!

حسبنا الله ونعم الوكيل.. ولا حول ولا قوة إلا بالله..

أندلس يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

نعم أنا مع الأخت رحمه، ولكن أضيف أنه: في القاسمي؟ أكيد عادي وأكتر من عادي :]

على فكره، احنا قسم الانجليزي استحوا يعملوا عنا هيك وكنا دايمًا نسمع عن قسم الشريعه سمعات غير شكل ببساطه لأنه مين ما كان بفوت على قسم اللغة العربية والشريعه حسب شروط القبول في الكليه.

أسأل الله أن يسهل الامور عليكم هناك، وأن تنهوا التعليم في الكليه بأسرع وقت وبدون مشاكل :]

بهجت يقول...

السلام عليكم
اسال الله العظيم ان يحيينا لنرى القدس عربيه لا يوجد فيها ولا صهيوني

Emtiaz Zourob يقول...

اولا وللاسف لم احب مهنة التدريس مطلقا ، اشعر بانها مهنة صعبة وعمر المدرسين قصير ..!! فأنا بطبعي هادئة وصوتي منخفض فكيف سوف اتعامل مع اربعين طالب او طالبة في وقت واحد .؟؟
اما بالنسبة للسن فكم من طفل صغير عنده دراية وثقافة وعلم واخلاق أكثر من شاب ناضج في العشرين او حتى الثلاثين ..
المشكلة انك بتتحدثي عن طلاب شريعة اسلامية ؟؟ والله العظيم مهزلة ومسخرة اللي بصير .. فهو منكر ونحن لا نقبله ..

سعدت اختي دعاء بالمرور والتعليق.

دعاء غنايم يقول...

السلام عليكم
نعم عزيزتي هند..إنّ هذه مأساة..!!
ليتهم يفهمون..ويعتبرون ويفقهون!!
..
أخي حبيب الرسول
للأسف هذا هو الحال..
على الأقل..على الأقل..إذا ارادوا تخريج مدرّسي دين كما يدّعي هذا، فليخرّجوهم أكفاء لحمل هذه الأمانة..ففاقد الشيء لا يعطيه!!
كيف سيعلّمون أبناءنا أساسيات ومبادئ ديننا وقيمه وهم أنفسهم لا يحملونها؟!!
حسبي الله ونعم الوكيل

دعاء غنايم يقول...

السلام عليكم
رحمة وأندلس
في الحقيقة،بالنسبة لي، كانت صدمة كبيرة!!
نعم أندلس هذا هو الخطأ الفادح الذي ارتكبته الكلية، فيما يتعلق بشروط القبول لهذا الموضوع..!!
فيستطيع كل شخص مما هبّ ودبّ تعلّم هذا الموضوع!!
حسبي الله ونعم الوكيل

دعاء غنايم يقول...

السلام عليكم
بهجت.. بوركت على مرورك لأول مرة من هنا :)
واللهم آآمين
..
وجع البنفسج.. بوركت على مروركِ العطر
نعم هي مهزلة ومأساة عظيمة!!
جزاكم الله كل خير

جنّـه يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكِ ورفع قدركِ ياغاليه :)
أحيي فيكِ غيرتكِ الواضحه على دينكِ
وأسأل الله لكِ الثبات والتوفيق
بالعكس هذا موقف حتى لو أصبح منتشرا
يجب علينا قول كلمة الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لانه هو سفينة نجاتنا فلا يجب السكوت عن اي امر خطأ ..
الله يحفظكم ويحفظ المسجد الاقصى ويحررهوينصركم ويرزقناالصلاه فيه قبل الممات .. أميين

أثابكِ ونفع بكِ الامه :)

دعاء غنايم يقول...

السلام عليكم يا جنّة
على الرغم من مرور وقت طويل على هذه التدوينة
إلا انه من واجبي الرد على تعليقك
مرورك من هنا اسعدني

أضف تعليق

همساتكم تفرحني

تصميم وتطوير - مدونة الاحرار - 2011.