14 زيارتي لمدينة جنين !

السّلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته






*الصورة ليست من تصويري

كنتُ اليوم في زيارة إلى جِنين، والتي لم أزُرها منذ ما يُقارب ثلاثة عشر عامًا، اليوم أزورها وأمشي في شوارعها
ذهبتُ بصحبتي خالي وزوجته، وأمي وأختي..
عندما مررنا بأحد الشوارع هناك قالت أمي بأنها تذكرُ هذا الشارع جيّدًا، ولكنني لم أكن أذكرُ شيئًا، فقد كنت في السادسة أو السابعة من عُمري عند آخر زيارة لي لجِنين..
وعند دخولنا إلى جنين وشوارعها وأسواقها قال خالي: الآن عندما يروننا سيقولون "ها قد أتوا العملاء، ها قد أتوا الخونة !!"
* الخونة والعملاء في نظرهم هم نحنُ: عرب الـ 48 الذين نسكن في مدينة "إسرائيل"
عندما سمعت خالي يقول ذلك تعجّبت، وتألّمت، نحن العرب، نحن المسلمون، نتحدث عن أنفسنا ونتهم بعضنا بالخيانة والعمالة !!


لا بأس، لنكمل مسيرتنا..


كُنّا قد علمنا أن الـ "מחסום" (المحسوم) كما يقولها الكثير من العرب في الداخل الفلسطيني وهي كلمة عبرية تعني الحاجز..
كنا قد علمنا أن الحاجز سيُغلق تمام الساعة الواحدة ظُهرًا، وعندما وصلنا إلى الحاجز وجدنا أن اليهود قد أغلقوه..!!
لماذا؟ .. ليحتفلوا بعيدهم.. نعم ثمّة عيد لليهود في هذه الأيّام، تُرى هل نقول لهم "חג שמח?" (عيد سعيد) !!!!


طبعًا لا :) !!


المهم، هذا هو المقطع الذي أود الوصول إليه، وجدنا شابّين من سكان جنين، فسألهما خالي إن كان الحاجز قد أغلق؟ وإن كان ثمّة طريق أخرى نستطيع الخروج من جنين عن طريقها؟!
ضحكا، ببرودة، بابتسامة خبيثة (يؤلمني قول ذلك!!) ، وقالا أن ثمّة طريق بعيدة (خالي لا يعرفها) ويجب عليكَ أن تأخذ "تاكسي" وتسير خلفه لتصل إلى تلك الطريق!!، واحزروا مَن يملك سيارة الأجرة تلك؟! إنهما هذان الشابان!!
يريدان استغلال وضعنا وجهلنا في الطريق، ليحصلا على بعض "رزق العيش"، جاراهما خالي وسألهما متى سينطلقان، فقالا بعد ساعة تقريبًا (تصاحبها ابتسامة خبيثة كالأولى) !!!!
سننتظر ساعة حتى ينطلقا بنا، ثم ساعة ونصف إلى ساعتين حتى نصل إلى قرية طمرة الزّعبية (مسقط رأس أمّي) ثمّ إلى سخنين (مسقط رأسي) ، أي ما يقارب ثلاث ساعات إلى أربع !!!


كان الأمر صعب جِدًّا، حتّى أرسل الله شابًّا من معارف خالي رافقنا إلى نهاية الطّريق (جزاه الله الخير الكثير)


***


بعدما انتهيتُ من سرد "مغامرتنا" في جنين، أود التنويه أنني لا ولم ولن أقصد بتدوينتي هذه الإساءة لأهل جنين وسكانها، أو حتى لأهل الضفة الغربية كلها.. ولم أقصد أن أطبع في أذهانكم فكرة سيئة عنهم..


كلا، ولكنني أريد أن أصرخ لماذا يفعلون هذا؟ ما الذي بدر منا حتى يظنوا بنا الظنون؟!!
إننا ننتمي لبعضنا، نحن أبناء أرض وبلد واحدة، نحن أبناء دين واحد، فلِمَ هذا التعامل ولِمَ هذه الشّماتة؟!


لقد سمعتُ سابقًا بهذا الظّنّ من باقي العرب في شتى أقطار الأرض، الاعتقاد بأن العرب الذين يسكنون في "إسرائيل" هم خونة وعملاء للإسرائيليين، وأنهم ليسوا مسلمين ولا يصلّون ولا يصومون!!


***


أقولُ لسكّان جنين والضفة الغربية، إن شمتم بنا، فإنا لن نشمت بكم، وإن ظننتم بنا السوء فإنا لن نظن بكم السوء
وإن كرهتمونا، فإنا نحبكم، ولن نكرهكم، لأنكم أهلنا وأخواننا
لم نؤذكم، ولن نفكّر في إيذائكم، لم نخن أحدًا، ولن نخون !!


وأقول لكلّ عربيٍّ مسلم في شتّى بقاع الأرض، ليطمئنّ قلبك، نحن العربَ في إسرائيل مسلمون، نصلّي ونصوم، كمثلكم تمامًا
نعبد ونوحّد ربًّا واحدًا لا ثانيَ له !






*لنقل أن هذه التدوينة كانت "فضفضة" تريحُ القلبَ وتُرضي الضّمير !!


سامحكم الله



14 بصمات ذهبية..~:

إســــراء يقول...

للأسف مش بس اهل الضفة الغربية كمان كل الدول العربية بتعتبرنا للأسف خونة و عملاء مع اننا احنا اصحااب القضية و بالمقابل الشعب الاسرائيلي بعتبرنا فلسطينيين و بخلونا نشووف الويل يعني على الحالتين فش حدا ينصفنا !!

زينة زيدان يقول...

لقد أخذتني الكلمات والصور إليكم
إلى وطني المجروح المسلوب

لنا الله
ليس لنا أحد سواه

bayan kanaaneh يقول...

اختي دعاء اظن اني مررت بمثل هذة التجربة وزرت جنين بعد اعوام من فراقها ولكني لم احس بمثل ما قلته عن معاملتهم لكم بتلك الطريقة انا افهم ما اردت ايصاله لنا من خلال كلامك ولكني لم الق منهم الا المودة والاحترام ورأيت في اعينهم حب الاستطلاع واسئلتهم عن العالم الخارجي عن مكان سكنانا وطريقة عيشنا اكدت ذلك ولكني شعرت بمرارتهم عند نطقنا ببعض الكلمات العبرية التي اعتدنا تداولها فيما بينا وحاولت السيطرة على ذلك..هم اهلنا ونحن اهلهم ولكني شعرت بالخوف من اليهود او ربما الجنود الذين على الحاجز ونظراتهم الينا ولا ادري كيف اصف ما احسسته من خلال نظراتهم..ولكني ساكرر زيارتي لجنين التي ما ان دخلتها رجعت الي بعض ذكريات الطفولة التي اتمنى من كل قلبي ان تعود :)

مازن الرنتيسي يقول...

بسم الله وبعد
أنا إبن الضفة الغربية تبعد عنا مدينة اللد المحتلة 8 كم هوائي
نعم بالفعل هذا الكلام الجارح يصدر من أفواه البعض في كل مكان وليس في الضفة الغربية فحسب ولكن وللأسف نسوا أن شيخ الاقصى من فلسطينيي الداخل (48) ونسوا صمودهم في الدفاع عن الاقصى في الوقت الذي لا نستطيع الوصول إليه نحن أبناء الضفة الغربية إلا ما فوق سن 45 عاما ونسوا الدعم المستمر لأهل غزة الصامدة ونسوا ونسوا ولكن الله لا ينسى
لا عليك أختاه بما يقول السفهاء بالمقابل هناك أناس يحبونكم ويناصرونكم ويشدوا على أيديكم ويكنوا لكم كل الاحترام

تحياتي واحترامي وتقديري لك ولأهلنا في فلسطين الداخل
مازن الرنتيسي - أبو مجاهد

احمد وتد يقول...

واقع مرير....
مثلهم نجد بيننا (في الداخل ) كثير وهم ليسوا من سكان الضفة او الاردن او غيرها .... قاسمهم المشترك هو انهم ابتعدوا عن دين الله وسبيله فصاروا الى ما صاروا اليه.. اللهم اهدهم الى سبيلك واغفر لهم ...

دعاء غنايم يقول...

السلام عليكِ إسراء
نعم صحيح عزيزتي، فالكثير من العرب يعتبروننا كذلك
الله المستعان !!

دعاء غنايم يقول...

زينة، دعواتكِ عزيزتي
كان الله في عوننا وعونكم
وردكم إلى أرضنا المسلوبة
آمين

دعاء غنايم يقول...

عزيزتي بيان، أهلا بمرورك من هنا
زدتِ مُدونتي رونقًا وجمالًا
عَزيزتي، لكلٍّ منا تجربته، ولكلٍّ منا ذكريات
وإن كانت تجربتك خالية ممّا ذكرتُه في هذه التدوينة فهذا لا ينفي وجود أشخاص -حقًّا- يعتبروننا خونة وعملاء !
وفي نفس الوقت، فإن تدوينتي هذه لا تنفي وجود أشخاص كلاذين قابلتِهِم أنتِ في تجربتك

كوني بخير :)

دعاء غنايم يقول...

أخي الكريم مازن، تحية طيبة وعطرة
أهلًا بك، نعم يا أخي، أنا لن أسمح لهذه التجربة بأن تطبع في قلبي أن أهل الضفة يكرهوننا، ولكن، لنقل أن ذلك قلّة وعيٍ منهم لا أكثر..
وكما ذكرتُ في التدوينة مهما حصل سنبقى نحب أهلنا في الضفة وغزة

حياكم الله
مروركم من هنا اسعدنا

دعاء غنايم يقول...

أخي أحمد، لم يكن أن قابلتُ كهؤلاء هنا في الداخل
ولكن ها نحن ذا نسمع منكم
ماذا عسانا نقول؟ سوى حسبنا الله ونعم الوكيل

الله المستعان

غير معرف يقول...

السلام عليكم
اخواني هذا الكلام وهذي العنصرية موجودة عند فئة قليلة من الناس وهاي الفئة الي بكونو بكرهو حتى حالهم يعني حتى على مستوى جنين بميز بين اهل جنين وقراها واذا من جنين من المخيم ولا من جنين يعني بتسلى فما انا ما بعاتبهم بعاتب الي بسمع منهم وللعلم انا من جنين ولفيت بكتير دول والله مافي زينا ^_^

مُحمّــد أبوزر يقول...

بس بنقول الله يسامحك :)
لولا تعليق الاخت بيان ولا كان رديت ردّ مطوّل، بس الأخت كفّت ووفّت بتعليقها رقم 3.

دعاء غنايم يقول...

السملا عليكم
الأخ/ الأخت غير معرّف..
أنا لا أقول أن جميع أبناء جنين نفس "العجينة"!! ولكنّي اسردُ لكم ما حصل معي ذلك اليوم
حيّاكم الله.. وعلى الرّغم ممّا حصل يومها فإني احب جنين..فقد كنتُ أزورها كثيرًا في طفولتي ^^

دعاء غنايم يقول...

أخي محمّد..ويسامحك معي
أكرر ما قصدت سوى أن اروي لكم ما حصل معي يومها :)
وإن قدّر الله لنا زيارة أخرى لجنين فآمل أن تعطي انطباعًا آخرًا :)

كونوا بخير أخي

أضف تعليق

همساتكم تفرحني

تصميم وتطوير - مدونة الاحرار - 2011.