4 ~ عُذْرًا لأنِّي وَجَدْتُ نَفْسِي ~


عُذْرًا لأنِّي وَجَدْتُ نَفْسِي

 
كنت أمشي هائمًا على وجهي،، أسير في الليالي الحالكات على غير هدًى..أبحث عن طوق النجاة،، أبحث عن بقايا نفسٍ ضائعةٍ في متاهات الأزمنة،، في متاهات اللا مكان..علّني أجدها فأنعم بها!!..علّني ارتاح قليلاً من عناء المسير ، الطريق طويل وما من رفيق يآزرني ويشد من عزيمتي!!.
وبينما أنا في حيرتي..في عزلتي وفي دوامة الآلام،، لاحت لي تباشير الصباح بثيابٍ جديدةٍ لم أرَ لها مثيل..يا الله مـآ أروع الصباح!!..فتيقنتُ أنني اقتربت..نعم اقتربتُ من هدفي المنشود،، اقتربت من تحقيق حلمي الذي لطالما تمنّيتُ تحقيقه وإنهاء معاناتي معه!!..فشعرتُ بقشعريرة – لا بدّ منها – تستشري في جسدي فاهتزت لها أوصالي..فأغمضتُ عينيّ..وبعد إنتهاء تلك المرحلة فتحت عينيّ لأستيقظ على حلمٍ جميلٍ يتحقق، وهتفت بعالي الصوت : وجدتُها،، وجدتُها..نعم وجدتُ تلك النفس الضائعة ،الغارقة في بحارٍ من الأكاذيب..بعد عناءٍ استمرَّ آلافَ السنين استطعْتُ العثورَ على تلكَ النفسِ الورديَّةِ، البريئةِ مِنْ كُلِّ ما ينسجون من أوهامٍ واهية،، البريئة من كل ألاعيبهم.
نعم وأخيرًا بعد طول انتظار..ما ألذّ طعم الانتصار!!
وبعثوري على تلك النفس استيقظتُ من غفلتي،، لأصحو على واقعٍ مؤلمٍ مريرٍ ،، فذلك يشرّع القتلَ ، وذلك يجيز السرقة ، وآخر يسنُّ شريعًة جديدًة لهذه الحياة!!
ولكنني عرفت أنني بإيماني وعقيدتي سأنتصر عليهم..سأنتصر على ذلك الوحش الذي يتربّصُ بي،، وكل أولئك النكرات يعلمون أنّ صرخةَ الميلادِ ستأتي من صدْرِ العقيدةِ والإسلامِ..وكلُّهّمْ يعلمون أنَّ صرخةَ الانتصار لن تأتي إلاّ من جسدٍ أنهكته يدُ الغدرِ ولكنّه طغى عليها وتجبّرَ وفي النِّهايةِ انتصر!!..
نعم أبصرْتُ الحقيقةَ،، ولأنني أبصرتُها يريدون أن يجتثوا أصولي..يريدون حذفي من هذه الحياةِ !!
ولكنني أعلمُ بأنّهُم لن يستطيعوا هزيمتي،، لأنني بحبي لوطني..لأنني بعشقي لعقيدتي..لأنني بتعلُّقي بإسلامي..وإنغراس الإيمان قي قلبي..سأكون كما لم أكُنْ مِنْ قَبْلُ!!..سأكونُ رمزًا للصمودِ والإباء..سأكونُ عنوانًا للتحدِّي والعزِّ والبقاءِ..
فعُذْرًا لأنني وجدتُ نفسي،، نعم عُذْرًا وألف عُذرا..!!
عُذْرًا لَكُمْ يا أصحاب السعادةِ
يا أصحابَ السيادةِ
عُذْرًا لأنني وجدتُ نفسي..فأنتم لا تريدون أمثالي في حظائركم....وإلا فمن سيقوم بالانقلاب؟!!
عُذْرًا يا أصحابَ الكراسي
عُذْرًا يا أصحابَ المعالي..يا أصحابَ المعاصي
عُذْرًا لأنِّي وجدتُ نفسي ،، فأنا أشكّل تهديدًا كبيرًا على كراسيكم "المبجّلةِ"..عفوًا أقصد كراسيكم الملطّخةِ بدماء شعوبكم..المخضّبةِ بدماءِ الأبرياءِ.!!
فعُذْرًا على خدشِ مشاعركم "الرقيقة"..عُذْرًا فما أنا سوى فتاةٍ أغرتها نفسُها لتبحث عنها..لعلّها تعيش هادئةَ البالِ..فما وجدتُ تلك السعادةَ إلا حينما وجدتُ نفسي.. أفلا يحق لي أن أعيش كباقي البشر؟؟ أم أنّ هذا علي حظر؟!
فعُذرًا لأني وجدتُ نفسي فما كان ينبغي لي أن أجدها..في هذا العالم الذي أنتم حاكموه!..صمتكم قاتلٌ..ونظراتكم حارقةٌ!!


وجدتُ نفسي وأنا في قمّةِ السعادةِ..وجدتُ نفسي وأنا مؤمنةٌ بإقتلاعِ تلك القلوبِ الخاويةِ القابعةِ في صدورِكم..والتي رضخت لأشعارِ الكفرِ الواهيةِ..!!

نعم وجدتُ نفسي وكلّي سرور وهناء..فهنيئًا لمن وجد نفسه..بل هنيئًا هنيئًا لمن لم يضيّعها في زحام الحياة منذ البداية!!


19/4/2010 الاثنين

4 بصمات ذهبية..~:

رحمة غنايم يقول...

السلام عليكم ورحمة الله
نعم وجدتُ نفسي, ولستُ خجلة بذلك
عذرًا منكم, ولكني لستُ آسفة
..
بوركتِ عزيزتي دعــآء, كوني بخير يا طيبة^^
أختكــ^^ـ
والســـــــــلآمْ..~

دعاء غنايم يقول...

السلام عليكم
حفظك الله زهرة على المرور العطر
احييكِ
بوركتِ

لصمتي حكاية يقول...

كلام جميل جدا اختي
لا أجمل من ان يجد الانسان نفسه ويسعى من اجل تحقيق احلامه فيصبح طريقه واضح المعالم محدد الأهداف يمشي على بصيرة يعرف ماذا يفعل وماذا يريد .........

بارك الله بك اختي الكريمة

دعاء غنايم يقول...

السلام عليكم
بارك الله بك اخي الكريم ابو المهند
على مروركم العطر
فعلا لا يوجد أجمل من أن يعرف المرء ماذا يريد وعمّا يبحث
والأجمل أن يعرف من هو وأين يسير

بوركتم على المرور

أضف تعليق

همساتكم تفرحني

تصميم وتطوير - مدونة الاحرار - 2011.