4 هل لغتنا العربية في الداخل الفلسطيني في خطر?!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد طول غياب نعود إليكم :)


كنت قد قرأت هذا المقال قبل أيّام فأحببتُ نقله لكم..


هل لغتنا العربية في الداخل الفلسطيني في خطر?!! 


الشيخ رائد صلاح - رئيس الحركة الاسلامية






دراسة نشرت في كتاب "اللغة العربية في الداخل الفلسطيني بين التمكين والارتقاء (المنتدى الفكري الثامن)"- مركز الدراسات المعاصرة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يروى أنَّ رجلا ألحن أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أرشدوا أخاكم فقد ضل» رواه الحاكم .

عندما أقف عند هذا الحديث وهذا الزجر النبوي الشديد اللهجة لهذا الرجل الذي لحن في لغته العربية .. نستنتج أهمية الحفاظ على لغتنا العربية في مسيرتنا كأمة صنعت تاريخا وحضارة ومن الضروري الا تتوقف هذه المسيرة.


أيها الاخوة ... أيتها الأخوات
الرسول صلى الله عليه وسلم قال لمن لحن في القول ، لقد ضل، ونحن في مرحلة لا نحسد عليها من حيث العلاقة مع لغتنا العربية، فعلى صعيد الخطاب اليومي ولغة الدراسة بدءً من الرياض حتى مرحلة الجامعة .حيث الكثير من المعاني التي عكسناها ظالمين لغتنا العربية . وعلينا ان نعلم انَّ اللغة العربية هي هذه اللغة التي نزل بها أفضل كتاب من عند الله تعالى .قال تعالى «نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين»(الشعراء:193). وفي اية اخرى يقول الله تعالى « الر. تلك أيات الكتاب المبين . أنا انزلناه قرأنا عربيا لعلكم تعقلون»(يوسف:2،1) .
ايها الاخوة ... ايتها الاخوات .
اذا اردنا ان نحفظ هويتنا فعلينا ان نحفظ اللغة العربية، واذا اردنا ان نحفظ اللغة العربية علينا ان نحب اللغة العربية، كي نحفظها حبا وليس أكراها، أنتماءً وليس عفوية.
رحم الله ابا منصور الثعالبي لما قال جملته الرائعة : « من أحب الله تعالى أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أحب الرسول العربي أحب العرب ومن أحب العرب أحب العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العرب والعجم . زمن أحب العربية عني بها وثابر عليها اذ هي أداة العلم ومفتاح التفقه في الدين وسبب اصلاح المعاش والمعاد» ..
هذه هي لغتنا . هذا هو دورها، وهذه هي رسالتها .
دعونا نتصارح....
بقدر ضعفنا في الترابط المطلوب مع لغتنا العربية بقدر ضعفنا أداء كل هذه الادوار.ولذلك ليس عبثا أن نجد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يقول « تعلموا العربية فأنها تزيد المروءة». هذه ليست مجرد كلمات يمكن ان نستبدل فيها كلمة «أن شاء الله»، بكلمة «بسيدر בסדר». فالقضية عندما نحذف كلمة أن شاء الله ونتبنى بسيدر، تضيع مروءتنا ويضيع انتماؤنا . عندما نسمح لالسنتنا ان تًستباح بغزو يومي من مصطلحات عبرية، معنى ذلك أنْ تستباح ارضنا وبيوتنا ومقدساتنا وهويتنا وفكرنا وأن يهاجم كل مكون من مكوناتنا كأفراد ومجتمع وأمة.

أخواننا .. أخواتنا.
نحن نتحدث عن موضوع ليس من باب التسلية، يمكن أن نختاره أو أن نرفضه، لا، نحن نتحدث عن موضوع مصيري ولا أبالغ اذا قلت، انه كالهواء للانسان ، حتى يحفظ المرء حياته .
هناك جملة رائعة قالها العلامة المجاهد ابن تيمية « اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب، فإنَّ فهم الكتاب والسنة فرض ولا يفهمان الا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب الا به فهو واجب». ولقد استوقفني مرة حوار تلفزيوني مع مستشرق يهودي، وقد سُئِلَ خلال الحوار عن بيت الشعر العربي الذي أعجبه كثيرا من بين كل الادب العربي . فقال بيت شعر للامام الشافعي :
لسانك لا تذكر به عورة امريء ...........فكلك عورات وللناس ألسن
الامام الشافعي كان بحرا في العلم والادب واللغة العربية واشعارها .يقول الامام الشافعي «فعلى كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما بلغه جهده وما ازداد من العلم باللسان الذي جعله الله لسان من ختم به نبوته وأنزل به أخر كتبه كان خيرا له كما عليه ان يتعلم الصلاة والذكر فيها» .
لا يعذر المسلم بجهل الصلاة وأحكامها كما لا يعذر بجهل اللغة العربية لانها لغة فذة في هذه الدنيا... اللغة العربية لغة فذة لا ينتطح على ذلك عنزان، ولا يمكن للغة ان تخاصم اللغة العربية لانها بذلك تنتحر، فاللغة العربية، هي اللغة المتألقة، واللغة الاساس، في الدنيا والاخرة ... لذلك ليس عجبا أن نجد بعض الاثار تحدثنا وتؤكد أنَّ لغة ادم عليه السلام هي العربية، كما ورد ذلك في القرأن الكريم ... كما أنَّ لغة أهل الجنة هي اللغة العربية ... وهي كما نعلم لغة القرأن والسنة، وهي وعاء الدين ... وهي مفتاح الفقه في دين الله.
قالوا في اللغة العربية أقوالا كثيرة ... وقد صدقوا . وهناك قول اود ان اذكر به يقولون «اللغة العربية هي شريان الامة وعيار اساس في هوية الامة وتحديد الذات، ومصدر عظيم من مصادر القوة، واذا أضاعت أمة لسانها أضاعت تاريخها وحضارتها وحاضرها ومستقبلها» .
أخواني ..أخواتي:
أنا أعلم وأنتم تعلمون أنَّ مسيرة تأريخنا الاسلامي الطويلة التي صنعت حضارة عظيمة لا زال اهل هذه الارض يتحدثون عنها ... هذه المسيرة اقترنت بمسيرة اللغة العربية ولم يكن هناك انفصال بين مسيرة اللغة العربية ومسيرة التاريخ الاسلامي العربي .. لم يكن هناك فصل بين مسيرة اللغة العربية وبين بناء الحضارة الاسلامية العربية، فالعربية التي هي لغة القران كانت ولا تزال على مدار تاريخنا لغة العلم وكانت هي أيضا لغة البحث كالطب والرياضيات والفلك والهندسة .. انها اللغة التي استطاعت ان تستوعب الثقافات السابقة وتراثها .. اللغة العربية اتسعت لكل ذلك وعندما نقرأعناوين نمر مرورا سريعا على علماء ابدعوا في الفكر والفلسفة والمنطق ... علماء أبدعوا في الجغرافيا وعلم الاجتماع... علماء ابدعوا في الفقه واصول الفقه والتفسير ..علماء أبدعوا في النحو والادب ومشتقاته ..علماء ابدعوا في كل هذه المجالات، ابدعوا بلغتهم التي اتسعت لكل ذلك.
لقد كان العالم يفتخر ويقول أنا أتكلم اللغة العربية ... كان الواحد يفتخر اذا تكلم اللغة العربية.

يا اخوتي.. يا اخواتي.. 
هذه منزلة لغتنا ولانها بهذه المنزلة لا شك انها الان، وكانت في الماضي، تعاني من حرب ضروس من أعداء الامة وأعداء الحضارة الاسلامية العربية، ولا تزال تعاني من حرب متواصلة، وللأسف يجند لهذه الحرب بعض الكتب الهابطة وبعض الكتاب ليشنوا حربا ظالمة تافهة صبيانية على اللغة العربية. يدعون ويرجمون بالغيب أنَّ دراسة اللغة العربية تعني ان طلابنا سيتراجع تحصيلهم اذا ما تعلموا اللغات الاجنبية ... يدعون أنَّ سوق العمل سيتحول الى سوق كاسد فقير مهزوم اذا ما تعلمنا اللغة العربية، وابتعدنا عن تعلم لغات أخرى!!

ايها الاخوة ... ايتها الاخوات .
طرحت مبررات كثيرة، لعل البعض من الاخوة سيتحدثون عنها ولكن في المحصلة هناك حرب على اللغة العربية تذكرنا بحملة الحاكم الفرنسي في الجزائر عندما قال « يجب ان نزيل لغة القران، العربية، من وجودهم ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم حتى ننتصر عليهم».ولا تزال هذه الحرب قائمة حتى هذه اللحظات.
أخوتي ... أخواتي.
رسالتي الاخيرة .. علينا ان نعلم ما يلي:

اولا: ان الازمة، ازمة عزة لا ازمة لغة، وازمة ناطقين لا ازمة كلمات.فالعربية لم تضعف ولم تعجز ولكننا نحن أبناؤها قد ضعفنا وقصّرنا في حمايتها.. نحن بحاجة الى سياسة لغوية تنسق ما بين حماة العربية وخطاب الناس اليومي وخطاب الاعلام اليومي ولغة التعليم اليومية، من خلال اشاعة الفصحى الميسّرة .
أرجو ان لا يطوى هذا المؤتمر وتنتهي مهماته بعد انتهاء فقراته وارجو ان نخرج بواجب : هل من الممكن اشاعة الفصحى الميسرة ... أنا فقط اعطيكم مثال ...... طموحي اعبر عنه امامكم بلا تلعثم واقول لو استعرضنا حديث أهلنا في باقة وام الفحم نجد مئات المصطلحات غير العربية يقولونها يوميا .. ما المانع أن نضع في صحافتنا الاسبوعية صفحة ترشد الناس الى أخطائهم وتعود بهم الى المصطلح الاصيل و مصطلح الذات، مصطلح الهوية، مصطلح الانتماء .......اننا امام مصطلحات كثيرة تبدأ من بسيدر الى كلمات حولناها كأنها لغة عربية وبدأنا نستخرج منها اسم الفاعل والمفعول وما الى ذلك.
ما المانع أن نحصي هذه الظاهرة بسوداويتها وكأبتها ونبدأ بمعالجتها أسبوعيا ....... نخاطب أهلنا من أجل الوصول الى انتماء صادق .
هذا اقتراح أقدمه... وهناك شيء أخر..
جملة أعجبتني في احدى المقالات التي نشرت هذه الايام» نحن بحاجة الى الامن اللغوي» يعني اننا مهددون في امننا اللغوي كما اننا بحاجة الى الامن الفكري والامن الغذائي والامن المائي، وكل جوانب القوة في مجتمعنا .
مرة أخرى اقول :


لغتنا في خطر .... نعم........ ولكن ليست هي المتهمة بل نحن المتهمون.




نقلًا عن فلسطينيو 48









4 بصمات ذهبية..~:

مازن الرنتيسي يقول...

بسم الله وبعد
بوركت أختنا في الله على الطرح الرائع
للأسف أن هناك الكثير من الكلمات العبرية نتداولها في محادثاتنا مع بعضنا البعض وليس في الداخل الفلسطيني فحسب وإنما عندنا في الضفة الغربية وبالاخص مناطقنا الملاسقة لمناطق 48 ، نسأل الله عز وجل أن يهدينا جميعا إلى سواء السبيل ولنفتخر بلغتنا العربية كيف لا وهي لغة القرآن الكريم

تحياتنا وإحترامنا وتقديرنا لك إختنا في الله
أبو مجاهد الرنتيسي
أحلام الرنتيسي

غير معرف يقول...

بارك الله بكم أختنا على نشر المقال هنا..
جدير بالاهتمام دراسة أسباب تفشي دخول الكلمات العبرية في حديث أهلنا في المثلث، رغم أنهم لا يعيشون مع يهود، بنسبة أكبر مما نجده في بلد مختلطة مثل عكا مثلا، فإن قيل: هم يعملون مع اليهود في المركز، قلنا ونحن نعمل معهم، بل نعيش جنبا إلى جنب.
أعتقد أن القضية لها بعد في "الهوية"، والمسألة تحتاج إلى دراسة حبّذا لو تصدّى لها أحد طلبة العلم.
جزاكِ الله خيرا
أخوكم: شريف محمد جابر

دعاء غنايم يقول...

السلام عليكم
ابا مجاهد واحلام الرنتيسي كم يسعدني مروركم من هنا دائمًا
والمؤسف أكثر عندما تطلب من أحدهم ان يتحدث بالعربية دون كلمات دخيلة تجده يسخر منك، أو عندما تتكلم انت بالعربية دون ادخال هذه الكلمات يجده يسخر منك (أسألني أنا ^^)
لا حول ولا قوة إلا بالله..
نتنكر للغتنا!!

دعاء غنايم يقول...

السلام عليكم
أستاذي الفاضل شريف
اهلا بك في مدونتي
حياك الله
وبارك فيكم..
نعم، لاحظت هذا وبشكل كبير خاصة أني الآن أسكن في المثلث فقد لاحظت بشدة استخدامهم للكلمات العبرية في حياتهم، حتى أني قبل أيام صدف أن سمعت اثنين يتحاوران للوهلة الاولى ظننت أنهما يهوديان!!
وكلما قلت أننا في المركز لا ندخل الكلمات الدخيلة كحالهم فأجدهم يعارضون بشدّة، ويدّعون عكس ذلك
نعم إنّ الأمر بحاجة لدراسات كثيرة!!
بارك الله فيكم على مروركم من هنا

أضف تعليق

همساتكم تفرحني

تصميم وتطوير - مدونة الاحرار - 2011.