4 ألَا أيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيلُ ألَا انْجَلِي ** بِصُبْحٍ وَمَا الإصْبَاحُ مِنْكَ بِأمْثَلِ

السلام عليكم من ربٍّ رحيم، كريمٍ، عفوٍّ، غفور
ورحمة ،وبركاتٌ ملء السّموات والأرض
صباحُكم أملٌ وحُبٌّ وروحٌ  ورياحين
صباحكم بأنوار النبي مليء، وبالصلاة على النبي يزهو
صباحكم مغفرة، صباحكم بداية جديدة ملؤها الأمل والطاعة والحياة!


 كنت قبل قليلٍ استعرض موضوعاتي في أحد المنتديات التي كنت أشارك فيها، فإذا بي أقرأ خاطرةً كنتُ قد كتبتُها يوم الاثنين في 19\4\2010 وكانت بعنوان ~ عُذْرًا لأنِّي وَجَدْتُ نَفْسِي ~ وكنت قد نشرتها في المدونة هُنا. قرأتُها، وأطلت القراءة، تفكّرْتُ قليلًا وقلتُ

كذبتُ، نعم كذبت حينما قلت بأني وجدت  نفسي، لستُ أدري
ربما أكون قد وجدتها وأضعتها، وربما لم أجدها منذ البداية!.. ولكنّي الآن متأكّدة بأنّي وجدتُها، ولكنّني أعترف بأنّي اضطررت للجوء للغش في هذا الامتحان، فقد حظيت بالمساعدة وأنا في خضم البحث عن نفسي!
لم أكن وحيدة في المعركة الهوجاء، بل كان من يؤازرني ويشدّ من عزيمتي، وكان من يرشدني إلى المكان الذي تستقرُّ فيه نفسي في انتظاري.

رغم مرارة الاعتراف، اعترف[~]
كم كنت عاجزة في المعركة، لم أستطع الصمود، كدت اتهاوى منذ البداية، ولكن ذاك المارد الذي تململ ، وهبّ لمساندتي، كان صنديدًا، لم يستطع أن يراني خائرة القوى، بل مدّني بالقوّة، وزاد من رباطة جأشي، فما لبثتُ أن استرددت قوّتي، ورفعت هامتي لأجابه الصعاب ،بكلّ ثقةٍ، حتّى انتصرت - بإذن الله -.

اعترف بأني لم أستطع مقاومة تلك الأوهام الواهية، فغلبتني.
اعترف بأني كنت بحاجةٍ لتلك اللّيلة  الساعة الحادية عشر مساء الاثنين 27\6\2011- الساعة الواحدة 28\6\2011
لاعلم ما لم أعلمه عن نفسي ، - أظن - أنّه في تلك الليلة وجدت تفسي، أو بعضًا منها، لستُ أدري!
ولكنّني علمتُ حقًّا ، وتعلّمت، ما لم أكن أعلمه، كم أعشقها تلك الليلة

عن أيّ ليلةٍ أتحدّث؟! [~]
تلك الليلة جمعتني بوردات، بل شمعات أنرن دربي وحياتي فأنسج لهن بعضًا من روحي وأهديها لهن:
عزيزاتي  ورود ، ولاء، عائشة، شذى، ووفاء~
قد تفرّقنا المسافات، وحتّى الأزمان، ومشاغل الحياة، ولكن إن كان حُبًّا طاهرًا صادقًا قد ربط القلوب كالحب الذي ربط هذه القلوب -الحب في الله- فلن ننسى ليلةً كتلك، ولن ننسى أولئك الأشخاص الذين جلسوا حول هذه الشموع، إنّ هذه الشموع لم تكن لتضيء عتمة تلك الليلة، كما فعل نوركن الذي طغى على نورها، فأبت أن تكتفي بأن تنير عتمة تلك الليلة فقط..بل أنارت حياتي، وروحي وكياني، بوجودكن فيها، بمروركن من حياتي، نسجتن حكاية ملؤها الحب، الإخاء، الأمل..
كنتن ولا زلتن وستبقين شعلة أستضيء بها حياتي التي ما اَضاءت إلا بكن، أحبكن في الله، ولا حرمني الله هذا الحب الذي جمعني بكن.
وإن كنت ممتنة لباقة الغربية، وإن كنت ممتنة لأكاديمية القاسمي، فسأكون فقط، لأنها جمعتني بكنّ، وكم هيَ الغُربة حلوة بمرُّها بوجودكن معي فيها!
كُنّ الاخوات الرائعات، المُحبّات الخير للناس كما عهدتكن..كُنّ أملًا وضياءً..ولا تُغلقن على أنفسكن، وأضئن الطريق للآخرين، فهي انجازاتكن، لا تفعلن ذلك من أجلهم، بل من أجلكن، حتى يستطيعوا المرور من هُنا دون التيه والضياع بفضل نوركن، وعندها فقط، سيعلمون أنكن أفضل منهم، وبأنهم لا شيءَ دونكن، فكُنّ القدوة التي يُحتذى بها، وكُن النّور الذي يمرّ من خلاله الجميع، أتركن بصماتٍ لذيذة المذاق، ترتشفنها بعد سنين طوال، تجلسن على شرفة منازلكن وتقلّبن ملفات الذاكرة، لتحتسين منها كؤوسًا من الرحيق والأمل.
لا خيرَ فيّ، ولا باركَ الله فيّ، إن يومًا نسيتكن، أو نسيت تلك الليلة التي فتحت عينيّ على أمورٍ لم أكن أعرفها.
قد تكون تلك الليلة ساعة أو ساعتين، ولكنّني تعلّمت منكن، أن أعطي دون مقابل، وأن استقبل الحياة بابتسامة، وأن أثابر وأجاهد الحياة لانتصر في النهاية، تعلّمت أن أحبّ من حولي، أن أنسى الجانب المظلم فيهم، وأن أركّز على جمالهم، وأن أقوّي هذا الجمال وأزيده، تعلّمت منكن ما لم استطع أن أتعلّمه طوال سنين حياتي،وإن قلّت بالنسبة لغيري، وعلمت ما لم أكن أعلم عن نفسي،وحفرت ذكراكن هُنا،في قلبي، لأنسج من جمال أرواحكن أحلامًا وردية، وشُعلات ذهبية، لتضيء دربي.
قد أكون قد شعرت بأني متطفلة عليكن في بداية الأمر، ولكنّي قررت أن "أحشر" نفسي بينكن، علّي أكون، أو أصبح منكن، شئتن هذا أم أبيتن!!
أحببت تلك الليلة، واحببت هذه الأيام التي جمعتني بكن، أشعرتموني بأني في بيتي، بين أهلي.
أشْهِدُ كلّ من دبّ فوق الثرى، واشهِد ربّ السما، أني فيه ولأجله أحببتكن، وأسأله أن يجمعني بكن تحت ظلّ عرشه، وفي جنات الفردوس والنعيم.
كُنّ بخير، كُنّ مفعمات بالأمل، كُنّ نجومًا، بل أقمارًا تضيء الطّريق للضِّياعِ التائهين، كُنّ حلمًا سرمديًّا لذيذًا يتمنّاه الجميع، دمتن حبيبات القلب.

في تلك اللّيلة [~]
تحدّثنا وسمعنا لبعضنا كثيرًا، وبكينا وقد نكون ضحكنا، أيضًا كثير! ، تلك الليلة مميّزة بكل تفاصيلها، وبكل صغيراتها وكبيراتها. سُبحان الله ،كيف يقدّر الله الأمور؟!، لم أكن أنوي البقاء تلك الليلة، ولكنّه -جل في علاه- شاء أن أتأخر، فاضطررت للبقاء، لأحضر تلك الليلة، لتلامس شغاف القلب، وتخترق الحدود، لتصل إلى الصميم، حيث ستقبع تلك الليلة،وحيث ستقبع ذكرى هؤلاء الفتيات.

لا بدّ من الإصلاح [~]
الآن، وبعدما وجدت نفسي، أو بعضًا من أشلائها، ستبدأ حملة الإصلاح الشّاملة، لتشمل كل أجزاءٍ من نفسي فترمّمها، وتزيّنها، وتزيدها ضياءً، وتجمّلًا.
الآن، لا وقت للتراجع، أو التخاذل، آن الأوان لانجلاء الانهزام، آن الأوان للتشمير عن السواعد، والتسلّق للصعود نحو القمّة.
لن أرضى أنا، ولا نفسي بالقليل بعد الآن، لن نرضى إلا بمراتب عالية وشامخة، لن نرضى إلا بالرُّقي والسّموّ في الأعالي، لنعلن للعالم أجمع أنّه لا حياة دون إصلاح دائمٍ للنّفس، وأنّ الحياة تبدأ من هُناك، من أعماق أعماقك، فإن أحييتَ نفسك بنور الإيمان، وجميل التّوكل على الله فلن تخيب، ولن تموت، بل ستبقى تحيى وتدبّ على الأرضِ دبًّا، وتهتزّ لها عروش الملوكِ هزًّا، لأنّك -بنفسِكَ- ستنتصر ، وستسمو، وتعلو، وترقى، إن لم يكن في هذه الدّنيا، ففي جنّاتٍ عرضها السموات والأرض -وهذا ما نبغي- ، فهيّا إلى الرّكب ننضمّ، وفي مسيرته نمضي!

وأختمُ بقول الشّاعرِ:

ألَا أيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيلُ ألَا انْجَلِي ** بِصُبْحٍ وَمَا الإصْبَاحُ مِنْكَ بِأمْثَلِ


دعاء خالد غنايم - سخنين -باقة الغربيّة (حاليًّا)
الأربعاء 29\6\2011 - 10:54 صباحًا

4 بصمات ذهبية..~:

غير معرف يقول...

بسم الله وبعد
أبو مجاهد الرنتيسي وأحلام الرنتيسي مروا من هنا وأعجبوا بالمضمون :)
ألا أيها الليل الطويل ألا إنجلي
يصبح وما الإصباح منك بأمثل

كل التحية والاحترام والتقدير لك أختنا في الله
أبو مجاهد الرنتيسي
أحلام الرنتيسي

Adabclub يقول...

حمدا بعود الشيخ

بهجت يقول...

السلام عليكم الله يحفظك يا شيخ رائد صلاح الله يبعد عنك كل كافر

دعاء غنايم يقول...

أبو مجاهد
أحلام
عمار
بهجت
بوركتم على مروركم من هنا
حيّاكم الله

أضف تعليق

همساتكم تفرحني

تصميم وتطوير - مدونة الاحرار - 2011.