2 وَقفةٌ مَع سُورةُ يُوسُف..!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مع أجواء رمضانيّة روحآنيّة دينيّة بحتة..


وَقفة مع سورة يوسُف.. 


يقول تعالى في محكم كتابه:"وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (23)وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِوَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (24)وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (25)وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُمِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ".


هُوَ [عليه السلام] وَ امرأةٌ في مَكانٍ واحِد..هِيَ غلّقتِ الأبواب عليهما،عرضَت نفسها عليه..كانت أمامه كاللّقمة السّائغة..لن يجدَ أيّ عناء في الحصول على "مبتغاه"هي قالت له: هيتَ لك.. ها أنا امامك خذ ما تريد منّي، افعل ما شئت! سلّمتْهُ نفسَها، واستسلمت له!!..فكانت الصّاعقة كما البرق يخطف الأبصار ويُذهل العقول، قال لها مَعااااذ الله!!لاحظوا..!! ..الأبواب مُغلّقة، لا أحد يراهما، كُلّ السُّبُل مهيَّأة أمامه!! هي مستسلمةٌ أمامه!! ولكن كان ردّه الذي صعقها،وصعقنا معها!!! ..  معااااااااذ الله!!! تذكّرَ أنّ إلهًا، هُناكَ، ينظرُ إليه، يراه، يراقبه، قد أحسن إليه، ولم يضيّعه،ولم يتركه في دوّامة هذه الحياة، كما فعل إخوته الذين تخلّوا عنه وتركوه، غيرةً، وحسدًا من عند أنفسهم!!


تذكّر الله عزّ وجلّ الذي خلقه من ضَعفٍ وإلى ضَعفٍ يعيده، الذي ما أن يقولَ للشيءِ كُن فيكون!!! تذكّر الله،وتذكّر عاقبة الظالمين، [إنّه لا يُفلحُ الظَّالِمون] .. فارتدعَ عن هذا وتجنّبه، لم يلبث طويلًا، لم يتسمّر مكانه، بل هرب،ترك الغُرفة، تركها، تركَ كل شيء يقرّبه من الفاحشة -والعياذ بالله-  فَـ "همّت به وهمّ بها" فهمّت به لتحصل على مرادها وعلى ما يبغينه النساء من الرجال، فأراد أن يهمّ بها، إلا أنّه تذكّر الله،وتبرئة من الله لسيّدنا يوسف عليه السلام لمقامه النّبويّ الشّريف..


هُوَ، كانَ لوحدِهِ معها!! لا يراهما أحد!! فتذكّر الله وتراجعَ عنها وابتعد!! فما بالكم بشباب أمّتنا ممّن يرتكبون الفاحشة جهارًا نهارًا، ويتباهون بها!!!لا يتذكّرون الله الذي هُو يراهم وهم يعصونه، لا يتذكّرون أنّ ثمّة حساب وعقاب، ينتظرهم،لا يعلمون هل يعيشون إلى الليل أو إلى الغد، وعلى الرغم من ذلك يرتكبون الفاحشة!!والأنكى من ذلك أنّهم يتحجّجون بتلك الغرائز والرغبات التي وضعها الله فيهم!!ويحكم أوليس يوسُف [عليه السلام] بشرٌ مثلُنا؟! له من الرغبات والغرائز ما لكم ولنا؟!! لِمَ لم يتحجّج هو أيضًا بمثلِ حُججكم الواهية؟!!


هو جاءت إليه الفتنة ، أمّا أنتم فتذهبون إليها طواعيةً، ورغبةً وحُبًّا!!


نسألُ الله لنا ولكم العفو والعافية والعِفّة والعفاف، وأن يرزق جميع المسلمين والمسلمات أزواجًا صالحين وصالحات..


ونسألُهُ تعالى أن يغفر لنا وأن يتوب علينا، وأن يصلح حالنا وحال أمّتنا..


آمين آمين


كتبتها لكم دُعـآء غنايم


2 بصمات ذهبية..~:

بهجت زبيدات يقول...

السلام عليكم يا الله اسالك ان تحفظ بنات هذه الامه اللتي يغارين على هذه الامه واسالك ربي ان تعين صاحبه هذه المدونه دعاء غنايم على طاعتك ورضاك

دعاء غنايم يقول...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم أخي بهجت على جميل دعائكم هذا
اللهم آمين
وأهلا بكم في المدوّنة بعد غيابٍ طال :)
حيّاكم الله

أضف تعليق

همساتكم تفرحني

تصميم وتطوير - مدونة الاحرار - 2011.